Tuesday, December 11, 2012

رسالة القائد سعدات من سجنه لجماهير شعبنا ولرفاقه في الجبهة الشعبية في الإنطلاقة

أبناء شعبنا الفلسطيني
الرفيقات والرفاق 
أهنئ الرفيقات والرفاق بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لإنطلاقة الانتفاضة الأولى، والخامسة والأربعين لانطلاقة جبهتنا، والانتصار الذي تحقق على العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بفضل صمود وبسالة المقاومة وشعبنا وتكاثفه في كافة الساحات. وأدعو إلى تحويل كل مراسيم إحياء الاحتفالات بهذه الذكرى إلى فعاليات لمواجهة الاحتلال في محاور الاشتباك الرئيسية، القدس، والعودة والاستيطان والأسرى..إلخ. وتحت شعار" ضرورة إنجاز المصالحة والوحدة الوطنية على أساس برنامج سياسي يستند إلى المقاومة".
أحيي جماهير شعبنا وشهداءه وذوي الشهداء والأسرى والجرحى بالانتصار الذي تحقق بفعل صمودهم وصمود المقاومة في مواجهة العدوان الأخير على أهلنا في قطاع غزة، كما أحيي حالة التكاثف والتوحد التي عكسها شعبنا في كافة أماكن تواجده للدفاع عن أهلنا في غزة وفي مواجهة العدوان.
وأؤكد أن هذا العصر، عصر شعوب أمتنا المنتفضة على امتداد وطننا العربي، هذا الوضع الذي كنا سباقين فيه يجب أن يدفعنا باعتبار أن الشعب هو مصدر الشرعية، لأي نظام سياسي لتحويل المناخات الإيجابية الدافئة بين مختلف الفصائل، وحالة التوحد في ميدان المواجهة، هذه المؤشرات يجب أن يؤكد فيها شعبنا على دوره بالارتقاء بها والدفع بالاتجاه الذي يحقق المصالحة الوطنية كمدخل لتحقيق وحدتنا الوطنية. الركيزة الأساسية لوضع قطار قضيتنا على الطريق التي تقود نحو تحقيق أهدافه في العودة وتقرير مصيره وإقامة الدولة المستقلة الديمقراطية وعاصمتها القدس.
في ذكرى الانطلاقة أؤكد بأن الرابط الجذري بين المهام الأممية والوطنية والقومية كتعبير عن ارتباطها الواقعي يشكل ركيزة أساسية في برنامج الجبهة ورؤيتها الثورية ويبرر وجودنا كحزب يساري تقدمي.
ومشروعنا الوطني جزء من المشروع القومي التحرري الديمقراطي والجبهة جزء أداة تحقيق مهامه في وقت النهوض الشعبي العربي التي حركتها مبادرة الشباب وفي مواجهة محاولات أمريكا وعملاءها من أمراء النفط لخلط الأوراق أو احتوائها وإعادة إنتاج الواقع القديم بأدوات جديدة.
كل ذلك يستدعي أكثر من أي وقت مضى استنهاض دور القوى اليسارية والديمقراطية بوجه عام ودفع درجة العمل العربي الثوري المشترك على طريق بناء أوسع ائتلاف جبهاوي يساري ديمقراطي على المستويين القومي والقطري، فحماية الثورة ودفعها إلى الأمام وضمان تحقيق أهدافها المباشرة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وكسر أغلال التبعية والالحاق السياسي والاقتصادي بالرأسمالية الامبريالية المعولمة.
فالمرحلة الانتقالية كسمة للمشهد العربي الراهن تفتح الأبواب على كل الاحتمالات كما تطرح أمام قوى التغيير الديمقراطي فرصاً لاستنهاض دورها وتعزيز حضورها والتأثير على مسار الحركة ونتائجها لتحقيق الدولة المدنية الديمقراطية العصرية.
نؤكد على رؤيتنا السياسية المرتكزة على الربط بين أهدافنا القريبة والبعيدة خاصة حين يجري تناول الحل النهائي سقفه بإنهاء الاحتلال لأراضي عام 1967 فموقفنا الداعي لإنهاء الاحتلال وتحقيق العودة وتقرير المصير والعودة لم يكن في أي يوم مضى متماهياً مع شعار الدولتين أو السقف الذي يحدده الفريق المفاوض للحل النهائي.
كما حق العودة جوهر لبرنامجنا الوطني وهو الجسر الذي يربط بين أهدافنا الراهنة والتاريخية، ولأن هذه الرؤية لا يتقاطع حولها الجميع ولم تعد جزءاً من القواسم المشتركة للوحدة، لذلك فنحن نحتاج اليوم لبرنامج وطني استراتيجي موحد يتوافق عليه الجميع ويشكل الحد الأدنى لهذا التوافق.
نحن بحاجة لبرنامج يرتكز على خيار المقاومة في إدارة صراعنا مع الاحتلال ومغادرة دائرة المراهنة على المفاوضات العبثية في ظل موازين القوى الراهنة وذات المرجعيات والمنهج الذي بنيت عليه ونقل ملف القضية إلى الأمم المتحدة والدعوة لعقد مؤتمر دولي في إطارها ومرجعية قراراتها ووظيفته إلزام "إسرائيل" بتطبيق هذه القرارات وتمكين شعبنا من ممارسة حقه في تقرير المصير والعودة والاستقلال الوطني.
إن المصالحة كضرورة وطنية ملحة لا تحتاج سوى لامتلاك حركتي فتح وحماس الإرادة السياسية لتحقيقها، فما تمخض عن جولات الحوار الوطني ابتداءً بوثيقة الوفاق الوطني وصولاً إلى اتفاق القاهرة وما تلاه يشكل أرضية سياسية وتنظيمية لمغادرة حالة الانقسام والبناء عليها وتجسيد الشراكة الوطنية السياسية الديمقراطية، وآمل أن يوفر المناخ الدافئ الذي تشكّل أثناء العدوان على أهلنا والمقاومة الباسلة في القطاع وتوحد شعبنا على امتداد أماكن وجوده وفصائله الوطنية والإسلامية في خنادق مواجهة الاحتلال. وآمل أن يوفر كل ذلك الدوافع لدى الجميع لتجاوز الحسابات الفئوية الضيقة لطي ملف الانقسام وتحقيق المصالحة ومع كبر حجم الأمل الذي أعقده على هذه المقدمات يجب العمل بكل الوسائل لتحويلها إلى إمكانات واقعية على الأساس التالي:
أولاً: تصحيح ترتيب لوحة التناقضات لدفع التناقض الرئيس مع الاحتلال إلى المقدمة. فكلما تحققت الوحدة الميدانية كلما اقتربنا من امكانية تحقيق المصالحة.
ثانياً: تشكيل أوسع اصطفاف وطني ديمقراطي وشعبي بشكل عام للضغط في الشارع وبشكل منظم ومنهجي على فتح وحماس لتحقيقها. فالمصالحة هي المدخل لاستعادة وحدتنا الوطنية وبناء مؤسسات العمل الوطني القيادية على أساس الشراكة السياسية وعبر آليات الانتخاب وفي مقدمتها م.ت.ف كإطار جامع لشعبنا وقواه السياسية والاجتماعية كافة. وإعادة بناء برنامج العمل الوطني الموحد المرتكز على خيار المقاومة، إضافة إلى ركائزه السياسية التي سبق التطرق لها.
رفاقي وأخوتي داخل السجون ،،
هبت وحدة الأحرار التي بادر إليها رفاقنا الأسرى في أيلول من العام المنصرم حيث شكلّت الشرارة التي أذابت جليد الأوضاع الاعتقالية بعد فشل خطوة 2004، وبالرغم من الظروف المجافية التي رافقتها بتسليط الأضواء على صفقة وفاء الأحرار في حينه، أو التفاف مديرية السجون على انجازاتها المباشرة، على الرغم من ذلك فقد فتحت الطريق إلى العديد من المبادرات كالإضراب الاحتجاجي على سياسة الاعتقال الإداري الذي بادر إليه المجاهد القائد الصلب خضر عدنان وما تلاه من مبادرة بعض الأخوة في هذا الاتجاه، إضافة إلى أنها هيأت المناخات للحركة الأسيرة ووفرت مقدمات هبتها في نيسان العام الحالي التي تكللت بالنجاح وحققت أهدافها المباشرة بإنهاء سياسة العزل الإداري وكسر قرار منع أسرى غزة من الزيارة، والتخفيف من شروط الاعتقال الإداري والإفراج عن المضربين منهم، كما أنها حركت الشارعين الفلسطيني والعربي لإسنادها وإسناد القضية الوطنية بشكل عام، وكذلك عدد من المؤسسات البرلمانية والعربية ومؤسسات حقوق الإنسان والحركة الشعبية في العديد من أقطار العالم، مضافاً لذلك توليد ضغوط دولية لعدد من الدول الأوروبية على الاحتلال للاستجابة لمطالب الأسرى وبعبارات مكثفة فقد نقلت الحركة الأسيرة إلى موقع متقدم وأوجدت ظروف يمكن البناء عليها لتعزيز مكتسبات الأسرى وتوسيعها كذلك للبناء على مقدمتها في الاتجاه الذي يعزز المكانة الدولية للقضية الفلسطينية.
وأخيراً، أشد على أيديكم وأؤكد ثقتي العالية بكم، وبقدرتكم وطاقاتكم الكامنة وعزيمتكم وإصراركم على النهوض بأوضاعنا على كافة الصعد كجزء من النهوض الوطني العام على طريق تحقيق أهداف شعبنا الوطنية الراهنة والتاريخية.
عاشت الانطلاقة .. وإننا حتماً لمنتصرون
رفيقكم/ الأمين العام
11/12/2012

No comments: